بسم الله الرحمن الرحيم
عظم الله اجوركم باستشهاد عريس كربلاء القاسم عليه السلام
القاسم بن الامام الحسن عليهما السلام
أمه أم ولد يقال أن اسمها رملة كان يوم شهادته غلاما لم يبلغ الحلم.
قتل هو وأخواه أبوبكر وعبدالله مع عمّهم الامام الحسين عليه السلام في كربلا.
فلما رأى عمه الامام الحسين عليه السلام لما قتل أصحابه و عدد أهل بيته، و سمع نداءه « هل من ناصر ينصرني»، جاء الى عمه يطلب منه الرخصة لمبارزة عسكر الكفر، فرفض الامام الحسين عليه السلام ذلك فدخل القاسم المخيم فألبسته أمه لامة الحرب و أعطته وصية والده الامام الحسن بن علي عليهما السلام، يوصيه فيها بمؤازرة عمه الامام الحسين عليه السلام في مثل هذا اليوم، فرجع الى عمه و أراه الوصية فبكى و سمح له و دعا له و جزّاه خيرا.
يقول أبوالفرج الاصفهانى: حدثنى أحمد بن عيسى، بسنده عن حميد بن مسلم، قال: خرج الينا غلام كأن وجهه شقة قمر، في يده السيف، وعليه قميص وازار ونعلان قد قطع شسع أحدهما، ما أنسى أنها اليسرى، فقال عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي:
والله لأشدن عليه. فقلت له: سبحان الله! و ما تريد الى ذلك؟ يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه من كل جانب، قال: والله لأشدن عليه، فما ولى وجهه حتى ضرب رأس الغلام بالسيف، فوقع الغلام لوجهه، وصاح: يا عماة!!
قال: فوالله لتجلى الحسين كما يتجلى الصقر، ثم شد شدة الليث اذا غضب، فضرب عمرواً بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق، ثم تنحى عنه، و حملت خيل عمر بن سعد فاستنقذوه من الحسين، ولما حملت الخيل استقبلته بصدورها، و جالت فوطأته حتى مات ـ لعنه الله و أخزاه ـ.
فلما تجلت الغبرة إذ بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه، والحسين يقول: بعداً القوم قتلوك، خصمهم فبك يوم القيامة رسول الله (ص) ـ و في رواية أخرى جدك ـ . ثم قال: عز على عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك ثم لا تنفعك إجابته، يوم كثر واتره و قّل ناصره.
ثم احتمله على صدره، و كأنما أنظر إلى رجلي الغلام تخطان في الارض، حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين، فسألت عن الغلام، فقالوا: هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
فسلام عليك يا قاسم بن الحسن من غلام شهم أبيّ شهيد مظلوم محتسب ولعن الله قاتلك و من شرك بدمك، وأخزاهم الله يوم القيامة، يوم لا تقبل توبة ولا تنفع ندامة.